كتب رئيس التحرير: خالد صادق
في تحد سافر للعالم اجمع تشرع اسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان قطاع غزة وتمنع ادخال المواد الغذائية للقطاع منذ نحو خمسة وستين يوما غير أبهة بكل النداءات والمناشدات التي وجهت اليها من كافة دول العالم لادخال المساعدات الى قطاع غزة حتى الادارة الامريكية المنحازة كليا للاحتلال الصهيوني جثت اسرائيل على ادخال المساعدات دون جدوى وذلك لان نتنياهو المذعور يهرب من احتمال سقوط حكومته بعد ان هدد وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش ووزير امنه القومي ايتمار بن غفير باسقاط الحكومة في حال امرت بادخال المساعدات الى القطاع فاصبح ارضاء سموتريتش زبن غفير اهم عند نتنياهو من ارضاء ترامب والعالم لان سقوط حكومة نتنياهو يعنى سقوطه كليا واعتزاله الحياة السياسية وربما يدخل السجن في قضايا الفساد التي يحاكم عليها الامر الذي بشعره بالخوف والفزع ويدفعه للعناد اكثر في مواقفه المتشدده امام العالم والادارة الامريكية فنتنياهو المفتون يقارن نفسه بزعماء عالميين كبار وبكبار قادة الاحتلال المجرمين وانه هو اخر الزعماء التاريخيين الكبار وهو يروج لمصطلحات مركزية بان اسرائيل تخوض جربا وجودية وان موافقتها على وقف الحرب دون تحقيق الاهداف المعلنة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وازالة حماس من ادارة القطاع واستعادة المعتقليين الاسراىيليين لدى المقاومة من شأنه اذا لم تتحقق هذه الاهداف ان يؤدي تلى بداية انهيار اسرائيل وزوالها من اجل ذلك فقد استباح لنفسه ولجيشه استخدام اقذر الاساليب المباحة والغير مباحة لتحقيق الاهداف غير عابيء بأي ردات فعل عالمية او حتى معارضة داخلية لسياساته التي نضر لسمعه اسرائيل امام العالم حسب المعارضة الصهيونية فنتنياهو يعمل بمنطق الغاية تبرر الوسيلة ولا يهم اي ردات فعل تجاه اسرائيل طالما انها ناعمة وغير ضاغطة بشكل حقيقي على اسرائيل وسرعان ما تنتهي وتستعيد اسرائيل علاقتها بالعالم بعد انتهاء الحرب وتحقيق الاهداف فالعالم كله مهيإ للتعاطي مع اسرائيل وتبرير اي جريمة ترتكبها مهما كانت شنيعه وقاسية وهذا رهان نتنياهو الدائم.
اذا ماذا يمكن لحرب التجويع ان تحقق لنتنياهو انه يراهن على الفوضى والفلتان الامني واندلاع حرب اهلية بين سكان القطاع فهل هذا ممكن كما انه يراهن على خضوع المقاومة وقبولها بشروط اسرائيل بالاستسلام فهل هذا ممكن ويراهن نتنياهو ايضا على تسليم المقاومة للاسرى الاسرائيليين لديها وفق المحددات والشروط التي وضعتها اسرائيل فهل هذا ممكن اعتقد ان سلاح التجويع لا يمكن ان يكسر ارادة الفلسطيني ولا يمكن ان يدفع المقاومة للاستسلام ولا يمكن ان يؤدي لتسليم الاسرى للاحتلال فالشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحمل على مدار ثمانية عشر شهرا من حرب الابادة ما لا يطيقه بشر او يتخيله عقل لقد اهلكتم الحرث والنسل وجوعتم وعطشتم ونشرتم الامراض والاوبئة بين الناس ومنعتم الدواء وعلاج المرضى في الخارج بعد ان دمرتم المستشفيات واغلقتم المعابر وهدمتم البيوت ورحلتم الغزيين من مكان الى مكان دون ان يؤدي كل هذا للاستسلام والقبول بشروطكم فهل تعتقدون ان التجويع والتعطيش سيؤدي الى نصركم على الفلسطينيين انها اوهام وامنيات لا يمكن ان تتحقق لانكم تواجهون شعبا اعتاد على التضحيات لاجل وطنه واسراه ومسراه وهو لا يرضى الدنية في دينه ولن يقبل بالاستسلام فهو يعتبر ان الاستسلام للاحتلال عار.
نتنياهو يدرك تماما ان الضغط الذي يمارسه على الغزيين لن يؤدي لاستسلام المقاومة والقبول بشروطه لكنه امام عجزه عن تحقيق اهداف العدوان بسعى فقط لاطالة امد حكومته لاطول فترة ممكنه ويحاول استرضاء اليمين الصهيوني المتطرف حتى لا يخسر من كل الشرائح المجتمعية في الكيان الصهيوني ويبقى له حظوظ لدى اليمين المتطرف اذا ما خسر كل شيء يجب ان ندرك جميعا ان نتنياهو لن يوقع على اتفاق وقف الحرب مطلقا لانه بهذا يكون قد وقع على وثيقة موته السياسي ومعاقبته على اكبر خسارة تتعرض لها إسرائيل من نشأتها وبهذا سيخسر كل شيء نتنياهو سيمضي بعدوانه على قطاع غزة حتى يسقط هو وحكومته او يجبر على تقديم استقالته وما حرب التجويع والتعطيش التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الا وسيلة من وسائل اطالة امد حكومته فقط وامال تعتريه في نشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة لكنها تبقى في النهاية مجرد امنيات لن يكتب لها النجاح مطلقا وهو لن يحصد الا مزيدا من الفشل.
التعليقات : 0